
بعد العمل في المواد اللاصقة أبحث كثيراً في يدي لإزالة موانع الوضوء ولكن بعد الصلاة أجد أحيانا أنه قد بقي شيء منها لم يزل وربما أعدت الصلاة مرتين أو ثلاثة وأحياناً أجد شيئاً في آخر اليوم قد بقي عالقاً ولم أنتبه له ولربما كان شيئاً صغيراً أو قليلاً ( من المواد العالقة في اليد ) هل علي قضاء الصلاة كل ما وجدت شيء أم أنه يندرج تحت عموم البلوى ؟
هل تصح الصلاة بوجود مادة اللاصق على يدي ؟
رقم السؤال: 215
تاريخ النشر: 29/11/2023
المشاهدات: 140
السؤال
بعد العمل في المواد اللاصقة أبحث كثيراً في يدي لإزالة موانع الوضوء ولكن بعد الصلاة أجد أحيانا أنه قد بقي شيء منها لم يزل وربما أعدت الصلاة مرتين أو ثلاثة وأحياناً أجد شيئاً في آخر اليوم قد بقي عالقاً ولم أنتبه له ولربما كان شيئاً صغيراً أو قليلاً ( من المواد العالقة في اليد ) هل علي قضاء الصلاة كل ما وجدت شيء أم أنه يندرج تحت عموم البلوى ؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:
اختلف الفقهاء إذا كان الحائل يسيراً، ولم يزل لعذر، فهل يعيد الغسل ، وإذا أعاد هل يغسل الموضع الذي لم تمسه الماء فقط:
- قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه "الأم" (1/44) : " وإن كان عليه عِلْكٌ أو شيء ثخين فيمنع الماء أن يصل إلى الجلد لم يُجْزِهِ وضوءُهُ ذلك العضوَ حتى يُزيلَ عنه ذلك ، أو يُزيلَ منه ما يعلم أن الماء قد ماسَّ معه الجلدَ كُلَّه ، لا حائل دونه " انتهى .
- وقال الإمام النووي رحمه الله في"المجموع": " إذا كان على بعض أعضائه شمع أو عجين أو حناء وأشباه ذلك فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو لم تصح طهارته سواء كثر ذلك أم قل، ولو بقي على اليد وغيرها أثر الحناء ولونه دون عينه أو أثر دهن مائع بحيث يمس الماء بشرة العضو ويجري عليها لكن لا يثبت صحت طهارته " انتهى .
- قَالَ الأَزْهَرِيّ : أَجْمَعَ أَهْل اللُّغَة أَنَّ الْمُوقَ وَالَمَاق مُؤَخَّر الْعَيْن الَّذِي يَلِي الأَنْف . اِنْتَهَى .
- قَالَ الطِّيبِيُّ : إِنَّمَا مَسَحَهُمَا عَلَى الاسْتِحْبَاب مُبَالَغَة فِي الإِسْبَاغ , لأَنَّ الْعَيْن قَلَّمَا تَخْلُو مِنْ كُحْل وَغَيْره أَوْ رَمَص فَيَسِيل فَيَنْعَقِد عَلَى طَرْف الْعَيْن " انتهى من "عون المعبود" باختصار .
- ويرى بعض العلماء أن مثل هذا إذا كان يسيرا ، فإنه يعفى عنه ، ولا يضر الوضوء ، واختاره بعض الحنابلة قال المرداوي في "الإنصاف" : " فائدة: لو كان تحت أظفاره يسير وسخ , يمنع وصول الماء إلى ما تحته لم تصح طهارته . قاله ابن عقيل . . . وقيل : تصح , وهو الصحيح , صححه في الرعاية الكبرى , وصاحب حواشي المقنع , وجزم به في الإفادات , وإليه ميل المصنف ( يعني : ابن قدامة ) واختاره الشيخ تقي الدين ... وألحق الشيخ تقي الدين كل يسيرٍ منع , حيث كان من البدن , كدم وعجين ونحوهما ، واختاره " انتهى .
- وقال ابن قدامة في "المغني" (1/174) بعد أن ذكر قول ابن عقيل بوجوب إزالة ما تحت الأظفار من وسخ ، وأن طهارته لا تصح إذا منع وصول الماء إلى ما تحته ، قال : " ويحتمل أن لا يلزمه ذلك ; لأن هذا يستر عادة , فلو كان غسله واجبا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم ; لأنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه " انتهى .
- [ وينظر تفاصيل الأقوال المطولة في الموسوعة الفقهية الكويتية] وهل يعيد غسل الموضع الذي لم يمسه الماء فقط أو الغسل جميعا هذا مبني على مسألة الموالاة : الأول : لا تشترط الموالاة ، وهو قول أكثر أهل العلم كما قال في "المغني" (1/220 )
- جاء في "الموسوعة الفقهية" (11/100-101) : "التّرتيب والموالاة في الغسل غير واجبين عند جمهور الفقهاء . وقال اللّيث : لا بدّ من الموالاة . واختلف فيه عن الإمام مالك ، والمقدّم عند أصحابه : وجوب الموالاة . وفيه وجه لأصحاب الإمام الشّافعيّ . فعلى قول الجمهور : لو ترك غسل عضو أو لمعة من عضو ، تدارك المتروكَ وحدَه بعدُ ، طال الوقت أو قصر " انتهى باختصار .
- روى ابن عباس عنه صلى الله عليه وسلم : أنه رأى لمعةً بعد غسله فعصر شعره عليها. رواه ابن ماجه (663) وضعفه ابن حجر في الدراية (1/55).
- وقال ابن عباس فيمن نسي المضمضة والاستنشاق في الجنابة وصلى : أنه ينصرف فيمضمض ويستنشق ويعيد الصلاة . رواه سعيد في سننه . ورواه الدارقطني في سننه (1/116)
- وجاء مثله عن جماعة من السلف كما في مصنف ابن أبي شيبة (1/224-225) ولأن الموالاة تابعة للترتيب، والترتيب إنما يكون بين عضوين ، وبدن الجنب كالعضو الواحد؛ ولأن تفريق الغسل يحتاج إليه كثيرا ، فإنه قد يكون أصلح للبدين ، وقد ينسى فيه موضع لمعة أو لمعتين أو باطن شعره ، وفي إعادته مشقة عظيمة ، والوضوء يندر ذلك فيه ، وتخف مؤونة الإعادة فافترقا. فعلى هذا، مَن ترك جزءا مِن جسمه لم يصبه ماء الغسل، أو كان عليه حائل منع وصول الماء إلى الجسم ، فإنه يغسل الجزء المتروك فقط ، ولا يجب إعادة الاغتسال . وعلى كل حال المسلم يجب أن يجتهد، في غسله وفي عبادته ويتحرى السنة، ويجتنب مواضع الخلاف ما أمكن.
الشيخ عبد الهادي الخرسة
أسئلة مقترحة
تشارك شخصان على عمل تجاري رأسماله (٢٠) مليون مناصفة، وحين المباشرة بالعمل بشراء بضاعة قام الأول بدفع كامل حصته لصندوق الشركة، وأما الثاني فلم يستطع تأمين كامل المبلغ، فدفع ٦ مليون. وقام الشريك الأول بدفع باقي المبلغ منه كدين مقدم للشركة بشكل مؤقت ريثما يتم تأمين باقي حصة الشريك الثاني بصندوق الشركة لتمرير شراء صفقة البضائع دون تأخير. تم تسجيل حصة الشريك الثاني ب ٦ مليون وقُيّد الجزء الدين بقيد محاسبي كالآتي: (٦٠٠٠٠٠٠) من حساب الصندوق (٦٠٠٠٠٠٠) إلى حساب جاري الشريك الثاني فهل يجوز تقديم حصة في شركة على شكل دين ابتداء على أن يتم تسديده تدريجيا لاحقا؟ ثم بفرض استحقاق موعد إخراج زكاة الشريكين، فما تأثير ال (٤) مليون على الوعاء الزكوي في حساباتهم الخاصة وخاصة الشريك الثاني؟ (٤) مليون عبارة عن التزام مستقبلي فقط وسجلها في دفاتره الخاصة (٤٠٠٠٠٠٠) من حساب استثمار في شركة كذا (٤٠٠٠٠٠٠) إلى حساب الدائنين
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: ١- ذكرت في النص أن الأول قدم قرضا للشركة ثم عالجته محاسبيا في حساب جاري الشريك ا...
262
قابل أبي عامل في شركة مكيفات أثناء إرساله لتركيب المكيفات و اتفق أبي معه أن يأتي لعمل الصيانة خارج الشركة و بالفعل أتى الرجل و قام بالصيانة و سيرجع مرة أخرى لتصليح المكيف الخاص، فما حكم ذلك بالنسبة لي و لأبي، مع العلم أنه دائماً يقول لي أني أتشدد و الدين يسر، فمن الممكن إن نصحته أن تحصل مشكلة؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: العامل ليس عبداً مملوكاً للشركة . طالما سيأتي خارج أوقات ...
122
لماذا تعددت الآراء بشأن مسألة تزكية الدَّين؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: الفتوى تناسب الحال الذي تصدر بشأنه، فربما شاع ضعف السيولة في الأسواق لركود أصابها، فيحجم الناس...
124
ما هو حكم القرض من حساب التقاعد الخاص؟ على أن يقترض الموظف من حسابه المخصص للتقاعد ويعيد المبلغ مع فائدة لحسابه الذي يحق له استخدامه عند التقاعد أو خسارة العمل في بعض الأحيان.
الجواب
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: الاقتراض بفائدة لا يجوز. أما أن يقترض ماله من حسابه المخصص، فهذه قضية غير سوية ، فالم...
174

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة