
هل يقعُ طلاقُ السكران ؟؟
رقم السؤال: 33
تاريخ النشر: 29/11/2023
المشاهدات: 229
السؤال
هل يقعُ طلاقُ السكران ؟؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، أهلاً وسهلاً بكم في موقع اسأل في الإسلام وبعد:
- اختلفَ أهلُ العلمِ في طلاقِ السكران إذا كان سُكرُهُ مُتعمَّداً على قولين :
• القول الأول : أنَّ طلاقَهُ يقع ، وإلى هذا ذهبَ أبو حنيفةَ ومالكٌ ، وأحدُ القولينِ للشافعيِّ وأحمد رحمهم الله
- قالوا : لأنَّ عقلَهُ زالَ بسببِ معصيةٍ ، فيقعُ طلاقُهُ عقوبةً عليهِ وزجراً لهُ عن ارتكابِ المعصية
- يُنظَر : (المُغنِي) لابنِ قُدامة (7/289).
• القولُ الثاني : وهو مذهَبُ الظاهريةِ ، والقولُ الثاني للشافعيِّ وأحمد ، واستقرَّ على هذا قولُ الإمامِ أحمد ، بأنه لا يقعُ طلاقُهُ
واستدلوا بأدلةٍ ، منها :
- ١- قولُه تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ) النساء . (٤٣)
- فجعل سبحانه قولَ السكرانِ غيرَ مُعتَبَر ، لأنَّهُ لا يعلمُ ما يقول .
- ٢- وصحَّ عنهُ ﷺ أنَّهُ أتاهُ رجلٌ يُقِرُّ بالزنا ، فقال : أشَرِبَ خمرا ؟؟ فقامَ رجلٌ وشمَّ فمَهُ فلم يجد منهُ ريحَ خمرٍ .
رواهُ مُسلم (1695) .
- وهذا يدلُّ على أنَّهُ لو كانَ شَرِبَ خمراً ، لا يُقبَلُ إقرارُهُ ، فكذلكَ لا يقعُ طلاقُهُ
- ٣- وأخذوا بذلكَ لأنَّهُ قولُ عثمانَ بنَ عفان ، وابنُ عباسٍ رضي الله عنهم ، وليسَ لهُما مخالفٌ من الصحابة
- قالَ الإمامُ البُخاريُّ رحمهُ الله ؛ قَالَ عُثْمَانُ : لَيْسَ لِمَجْنُونٍ وَلَا لِسَكْرَان طَلَاقٌ .
- وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : طَلَاقُ السَّكْرَانِ وَالْمُسْتَكْرَهِ لَيْسَ بِجَائِزٍ .
- قالَ ابنُ المُنذِرِ رَحِمَهُ الله : هذا ثابتٌ عن عُثمان ، ولا نعلمُ أحداً مِنَ الصحابةِ خلافَهُ
- ٤- ولأنَّ السكران مفقودُ الإرادةِ ، أشبهَ المُكرَهَ .
- ٥- ولأنه زائلُ العقلِ أشبَهَ المجنونَ والنائمَ
- ٦- ولأنَّ العقلَ شرطُ التكليفِ ولا يَتَوجَّهُ التكليفُ إلى مَن لا يفهَمُهُ
يُنظَر :
(مجلة البحوث الإسلامية) (32/252)
(الموسوعة الفقهية) (29/18)
(الإنصاف) (8/433) .
- وأمَّا إذا سُقِيَ شراباً لا يعلمُ أنَّهُ مُسكر ، أو أُجبِرَ عليه ، أو أسقي الشرابَ المُسكرَ عمداً بالجَبرِ والإكراه ، فإنه غيرُ آثمٍ ، ولا يقعُ طلاقُهُ في هذهِ الحالِ (عندَ الجميع) ؛ لأن سُكرَهُ ليسَ عن قصدٍ ، فلا يُؤخَذ بِه ، بل هو مظلومٌ ، أو مغرور
انتهى من فتاوى الطلاق بقليلِ تصرُّف
الشيخ عبد الهادي الخرسة
أسئلة مقترحة
صديقة لي أعطتني زكاة مالها لأعطيها لمن يستحقها ، ولي أخت تحتاج بعض الأغراض الأساسية لبيتها وزوجها غير قادر على شرائها، فهل تستحق الزكاة ؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: إن كانت صديقتك دفعت لك المال لتوصليه لأشخاص محددين، فلا يجوز التصرف به إلا بإيصاله لهم. أما...
330
سرق ولَدُهُ المراهق درَّاجةً هوائيَّةً مركونة في شارع عامٍّ، ولم يعلم الأب بهذا الأمر إلَّا بعد أشهر بحيث يستحيل العثور على صاحب الدَّرَّاجة.
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: يجتهدان في معرفة صاحب الدَّرَّاجة قدر المستطاع حتَّى يعجزا عن ذلك؛ كأن يعرِّفا بها في ...
326
ما هو معتمد المذهب الحنفي في صلاة الوتر ثلاث ركعات؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: عند السادة الأحناف صلاة الوتر كيفية واحدة فقط لا ثاني لهما. ...
288
كانت تفطر أيَّامَ الدَّورة الشَّهريَّة من فترة طويلة تصل إلى عشر سنوات تقريبًا، ولم تقضِها، ولا تعلم عددها، وهي الآن نادمة أشدَّ النَّدم؛ فما هو الحلُّ؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: النَّدم مطلوبٌ لارتكابك الإثمَ بتأخير القضاء. وعليك حصر هذه الأيَّام حتَّى يغلب عل...
260

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة

