
إن كان يوجد أكثر من متر ونصف مسافة بين المصلي وبين الصف الثاني بسبب وجود الأعمدة في المسجد ما حكم الصلاة ؟
ما حكم الصلاة مع وجود فراغ كبير بين المصلين بسبب الأعمدة ؟
رقم السؤال: 369
تاريخ النشر: 29/11/2023
المشاهدات: 262
السؤال
إن كان يوجد أكثر من متر ونصف مسافة بين المصلي وبين الصف الثاني بسبب وجود الأعمدة في المسجد ما حكم الصلاة ؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:
- لم يختلف الفقهاء في جواز الصلاة بين السواري إذا قامت الحاجة إلى ذلك، كضيق المسجد مثلا، كما لم يختلفوا في جواز صلاة المنفرد والإمام بين الساريتين.
- وإنما اختلفوا في صلاة المأمومين بين السواري إذا كان في المسجد فسحة، فذهب قوم إلى كراهته، وقال آخرون بالجواز، غير أن الذي يجب أن يحرص عليه المسلم هو تجنب إثارة الفتن في المساجد، وترك الإنكار في مسائل الخلاف، وقد اتفق أهل العلم على حرمة إنكار المنكر إذا ترتب عليه منكر أعظم، وكذلك من باب أولى يحرم إنكار المكروهات أو المسائل المختلف فيها إذا ترتب عليها شقاق ونزاع في بيوت الله عز وجل.
- ومع ذلك نقول: نص فقهاؤنا وغيرهم على جواز الصلاة بين السواري للمأموم، فقد سئل الإمام الرملي رحمه الله: "هل يكره للإنسان أن يصلي بين عمودين من أعمدة المسجد؟ فأجاب: بأنه لا تكره الصلاة المذكورة، سواء كان المصلي منفردا، أم إماماً، وكذا المأموم، إلا أن يكون منفرداً عن الصف" انتهى. [فتاوى الرملي 1 /232]
- وأما دليل الذين قالوا بالكراهة وهو حديث عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَحْمُودٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَدُفِعْنَا إِلَى السَّوَارِي، فَتَقَدَّمْنَا وَتَأَخَّرْنَا، فَقَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نَتَّقِي هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه أبو داود (رقم/673)، والترمذي (رقم/229) وقال: "حديث أنس حديث حسن، وقد كره قوم من أهل العلم أن يصف بين السواري، وبه يقول أحمد، وإسحاق. وقد رخص قوم من أهل العلم في ذلك"
- فهذا الحديث يحتمل أن يكون المقصود بما يتقيه الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو الاضطراب في الصف وعدم تسويته، وليس خصوص الصلاة بين السواري، لأن قطع السواري للصفوف قطع معفو عنه، بدليل قطع منبر النبي صلى الله عليه وسلم الصف الأول في مسجده عليه الصلاة والسلام، وبدليل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بين العمودين داخل الكعبة كما روى ذلك الإمام البخاري رحمه الله، وقد كان محمد بن سيرين رحمه الله -وهو من كبار أصحاب أنس- لا يرى بأسا في الصلاة بين السواري. روى ذلك ابن أبي شيبة في [المصنف1 / 222].
- وعلى كل حال: في المسألة سعة لا يليق أن نحولها إلى شقاق ونزاع يفقدنا حلاوة الإيمان، ويحرمنا برد الطمأنينة واليقين. والله أعلم.
دار الإفتاء الأردنية.
الشيخ عبد الهادي الخرسة
أسئلة مقترحة
ما الحكم الشرعي من وضع الصوت النسائي دون إظهار الوجه على فيديوهات تنشر للعامة وتحمل طابع ديني فقط؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: صوت المرأة ليس بعورة .. ويجوز ما لم يكن فيه ترقيق وخضوع ....
345
أنا طالب طب وهناك دورات طبية أجنبية مدفوعة مفيدة جدًا (عبارة عن فيديوهات) ينشرها البعض بشكل مجاني عن الانترنت (بدون إذن أصحابها) وأنا أقوم بأخذها ومشاركتها مع زملائي في الكلية لفائدتها الكبيرة. تتفاوت أسعار هذه الدورات فبعضها يستطيع الطالب متوسط الحال شراءها بمشقة وبعضها مرتفع الثمن جدًا. ما حكم فعلي هذا بمشاركتها ونشرها لزملائي؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: لا مانع إذا لم يتحقق الضرر بغيره منه. والله تعالى أعلم....
373
أريد تأجير محلٍّ تجاريٍّ لمستثمر بحيث تكون قيمة الإيجار والتَّقابض بالعملة الصَّعبة، أو ما يعادلها من العملة المحلِّيَّة، وذلك كنوع من التَّيسير في التَّعامل مع الحفاظ على قيمة الإيجار بسبب التَّضخُّم. فما هي الصِّيغة الشَّرعيَّة الصَّحيحة عند إبرام العقد كي لا نقع في الرِّبا؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: لا بأس شرعًا في الاتِّفاق على قيمة الأجرة بأيَّة عملة - صعبة كانت أم سهلة - لكنِّي لا أن...
272
اتفقت مع البائعة على ثمن معين، ولما أتت بالسلعة زعمت أن الأسعار تغيرت فاشتريت بالسعر الجديد وأنا أشعر بالغبن، فهل فعلي سليم؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: عدم وجود السلعة في مجلس العقد يستوجب سداد الثمن أو جزء منه لتدخل عملية الشراء حيّز التنفيذ، ...
276

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة

