الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

• مع تعقيد الحياة وصعوبتها صار لابد أن يشترك كل من الرجل والمرأة في العمل حتى يأمنوا قوتهم وتكون معيشتهم كريمة بعيداً عن سؤال الناس وعوزهم....

• وقد كن الصحابيات يعملن ويمشين في الأسواق ويبعن ويشترين من غير ما نكير من أحد روى مسلم في "صحيحه" عن جابر بن عبد الله قال: طلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (بلى فجدي نخلك، فإنك عسى أن تصدقي، أو تفعلي معروفا)

• فهذا دليل على أنه قبل العدة وبعد العدة كان لها عملها المستقل ودخلها كذلك...

• وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه ولى الشفاء بنت عبد الله شيئاً من أمر السوق كما ذكره ابن حجر في "الإصابة"....

• وعلى كل حال فعمل المرأة جائز إن راعت الشروط التالية:

1- أن تكون بحاجة فعلاً للعمل من أجل المساعدة في معيشتها.

2- أن لا يكون العمل محرماً في أصله كأمكنة اللهو والحرام.

3- أن يكون برضا الزوج, وإذنه.

4- أن لا تهمل بيتها إن كانت متزوجة.

5- أن يكون برضا الوالدين إن كانت غير متزوجة.

6- أن تلتزم بالحجاب الشرعي, وهو ستر جميع البدن بما لا يصف ولا يشف عدا الوجه والكفين فهما موضع خلاف, مع عدم التبرج.

7- أن تتجنب الكلام لغير حاجة مع الرجال الأجانب فإن احتاجت فليكن بحدود الأدب.

8- أن لا يكون المكان مظنة للفتنة أو مدعاة لها.

9- أن يكون المكان فيه الكثير من العمال بحيث لا تحدث خلوة مع صاحب العمل أو غيره.

• فإن توفرت هذه المحاذير جاز العمل لها وإلا فلا...

• والله تعالى أعلم.

الأستاذ: مهند الملا