
رجل توفي والده وكان مدمناً على الخمر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فهل يجوز للولد أن يدعو له بالمغفرة أم لا؟
هل يجوز الدعاء بالمغفرة للميت المصر على الكبائر؟
رقم السؤال: 691
تاريخ النشر: 17/12/2023
المشاهدات: 303
السؤال
رجل توفي والده وكان مدمناً على الخمر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فهل يجوز للولد أن يدعو له بالمغفرة أم لا؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
- الحَمْدُ للهِ القَائِلِ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾. وَالحَمْدُ للهِ الذي لَا تَنْفَعُهُ طَاعَتُنَا، وَلَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَتُنَا، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ القَائِلِ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». أخرجه مسلم.
- فَرَحْمَةُ اللهِ تعالى وَاسِعَةٌ، أَلَيْسَ هُوَ القَائِلُ: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾؟ فَالأَمْرُ رَاجِعٌ إلى اللهِ، وَهُوَ تَبَارَكَ وتعالى طَلَبَ مِنَّا أَنْ نَدْعُوَهُ لِأَنْفُسِنَا وَلِآبَائِنَا بِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا: ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرَاً﴾ .
- وبناء على ذلك:
- يَنْبَغِي للوَلَدِ أَنْ يَجْتَهِدَ في الدُّعَاءِ لِوَالِدِهِ، لِأَنَّ وَالِدَهُ مُسْلِمٌ عَاصٍ، وَمَعْصِيَتُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، وَالمَأْمُولُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَغْفِرَ وَيَرْحَمَ.
- وَقَدْ جَاءَ في الأَثَرِ عَنْ سَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَا أَحْمِلُ هَمَّ الإِجَابَةَ، وَلَكِنْ أَحْمِلُ هَمَّ الدُّعَاءَ. لِأَنَّ اللهَ تعالى تَكَفَّلَ بِالإِجَابَةِ، فَهَلْ نَحْنُ نَدْعُو اللهَ تعالى كَمَا أَمَرَ؟ وَمِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ الطَّعَامُ الحَلَالُ، وَالمَلْبَسُ الحَلَالُ، وَالمَسْكَنُ الحَلَالُ.
الشيخ أحمد شريف النعسان
أسئلة مقترحة
ما هو حكم الاستياك للصائم؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فَعِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ لَا بَأْسَ بِالاسْتِيَاكِ بِالسِّوَاكِ اليَابِسِ أَوَّلَ النَّ...
256
أضحية الشَّخص التَّارك للصَّلاة قال أهل العلم: إنَّها لا تؤكل لأنَّه مرتدٌّ عن الإسلام؛ مستندين إلى حديث: ((العَهْدُ الَّذي بيننا وبينهم الصّلاة؛ فمن تركَها فقد كفر)). فإذا أعطاني أحد منهم هل أردُّها؟ أم آخذها منه وأعطيها لغيري؟ أم أنَّني أذنب إن أعطيتها لغيري لأنَّني أعلم أنَّه تارك للصَّلاة؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيّدنا محمد وعلى آله وأصحابه الحمد أجمعين، وبعد: انطلقت من قولك: (قال أهل العلم) وحكمت بأنَّه كافر مرتدٌّ قولًا واحدًا. ولست ألومك فإن...
314
ماذا ترتدي المرأة أمام عاملة النظافة التي تأتي لبيتها إذا كانت لا تعلم ما دينها ، هل تتنقب أو تتحجب ؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، أهلاً و سهلاً بكم في موقع اسأل في الإسلام وبعد: عند الشك لا تضع المسلمة حج...
221
رجل استدان من رجل آخر مبلغا من المال لأجل غير محدد تبعًا لمقدرة المدين. وكان الدائن ذا مال وسعة، ولما رأى عُسر المدين وغرمه ارتأى أن يسامح المدين بالدين الذي عليه فجعل قسما منه من أموال الزكاة خاصته وقسمًا منه من أموال الصدقات، وتمت المسامحة بحضور شهود. ودعا المدين للدائن بالخير والبركة في أهله وماله. وكان بينهما علاقة مصاهرة، وقدر الله أن لا تستمر هذه العلاقة فحصلت بينهما خصومة، فصار المسامح يُطالب بماله أو بجزء منه ويغمز ويلمز مذكراً، فما كان من المدين إلا أن قال للدائن سأرد معروفك وإن استطعت سأوفيك دينك. وجعل الدائن هذا الكلام حجة على المدين وبدأ يقتطع دينه من نفقة المطلقة ونفقة الطفل الرضيع. فبافتراض أن للدائن حق على المدين، هل يجوز له أن يعتدي على حق المطلقة وحق الطفل الرضيع ليحصِّل حقه المزعوم بعد أن سامح؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: جاء في شرح مجلة الأحكام: (إذا وهب الدائنُ الدينَ للمديون فليس له الرجوع بعد ذلك)، المادتين (٥١ و ٨٤٨)...
258

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة

