
هل يكره تكرار العمرة أكثر من مرة في العام الواحد؟ وأيهما أفضل تكرار العمرة أم كثرة الطواف؟
هل يكره تكرار العمرة في العام الواحد؟
رقم السؤال: 575
تاريخ النشر: 12/12/2023
المشاهدات: 439
السؤال
هل  يكره تكرار العمرة أكثر من مرة في العام الواحد؟ وأيهما أفضل تكرار العمرة أم كثرة الطواف؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
- وَرَدَ في فَضْلِ العُمْرَةِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا:
 
- مَا رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ» رواه الشيخان.
 
- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ، إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ، وَإِنِ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ» أخرجه ابن ماجه.
 
- وَتَصِحُّ العُمْرَةُ في جَمِيعِ العَامِ لِغَيْرِ المُشْتَغِلِ بِالحَجِّ، فَيَصِحُّ أَنْ يُحْرِمَ بِهَا الإِنْسَانُ وَيَفْعَلَهَا في جَمِيعِ السَّنَةِ، وَهِيَ أَفْضَلُ في شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْهَا في غَيْرِهِ، بَلْ تُنْدَبُ في شَهْرِ رَمَضَانَ.
 
لِمَا ثَبَتَ في الحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ: «مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا؟».
قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ ـ بَعِيرٌ يُسْقَى عَلَيْهِ ـ فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحَاً نَنْضِحُ عَلَيْهِ.
قَالَ: «فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً» رواه البخاري ومسلم، وفي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: «أَوْ حَجَّةً مَعِي».
- وَتُكْرَهُ العُمْرَةُ تَحْرِيمَاً يَوْمَ عَرَفَةَ، وَأَرْبَعَةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ، لِحَدِيثِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: حَلَّتِ الْعُمْرَةُ فِي السَّنَةِ كُلِّهَا، إِلَّا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ: يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَيَوْمَانِ بَعْدَ ذَلِكَ.
 
لِأَنَّ هَذِهِ الأَيَّامَ أَيَّامُ شُغْلٍ بِالحَجِّ، وَالعُمْرَةُ فِيهَا تَشْغَلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ، لِذَلِكَ تُكْرَهُ فِيهَا.
- وَلَا يُكْرَهُ تَكْرَارُهَا في السَّنَةِ الوَاحِدَةِ عِنْدَ جُمْهُورِ الحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ، لِلأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ في فَضْلِ العُمْرَةِ وَالحَثِّ عَلَيْهَا.
 
- وَعِنْدَ المَالِكِيَّةِ يُكْرَهُ تَكْرَارُ العُمْرَةِ في السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وَالمُرَادُ بِالتَّكْرَارِ في العَامِ السَّنَةُ الهِجْرِيَّةُ، فَلَو اعْتَمَرَ في ذِي القِعْدَةِ ثُمَّ في المُحَرَّمِ لَا يُكْرَهُ، لِأَنَّهُ اعْتَمَرَ في السَّنَةِ الثَّانِيَةِ.
 
وَاسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُكَرِّرْهَا في العَامِ الوَاحِدِ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى ذَلِكَ.
وَهَذِهِ الكَرَاهَةُ عِنْدَهُمْ مَا لَمْ يَخْرُجْ مِنْ مِنْطَقَةِ الحِلِّ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ مِنْطَقَةِ الحِلِّ، وَأَرَادَ الدُّخُولَ إلى مَكَّةَ مِنَ المَوَاقِيتِ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَدْخُلَ مُحْرِمَاً بِحَجٍّ أَو عُمْرَةٍ. وَالإِكْثَارُ مِنَ الطَّوَافِ أَوْلَى مِنَ الإِكْثَارِ مِنَ العُمْرَةِ.
الشيخ أحمد شريف النعسان
أسئلة مقترحة
في القعود الأخير في الصلاة عند التشهد أيهما أصح؟ -إنزال السبابة عند الانتهاء من التشهد أم عند الانتهاء من الصلوات الإبراهيمية ؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: كل ذلك صحيح ووارد عن السلف... والله تعالى أعلم. الأست...
272
ماحكم من حنث بيمينه ناسياًً؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: المسألة فيها قولان: الأول : قول الحنفية والمالكية ورواية عند الحنابلة، أنه يحنث في يمينه؛ لقوله ت...
277
أنا نويت أتصدق بطعام وبعدها صارت لي ظروف، فلم أستطع أن أتصدق حتى فسد الطعام، ما حكم ذلك هل أتصدق بدل الطعام مال ،أو ماذا أفعل؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، أهلاً و سهلاً بكم في موقع اسأل في الإسلام وبعد: ما دمت لم تنويه بالنذر كق...
230
ما حكم الموسيقى بشكل تفصيلي؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: الغناء: كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح, فأما الكلام المجرد فلا حرج فيه وهذا يرجع إلى الكلمات ومدى...
332

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة

