الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

• الانتحار قتل الإنسان نفسه عن عمد وقصد.

• والدين الإسلامي يحرِّم الانتحار حيث إنه يعتبره قتل نفس بغير حق قد روى البخاري ومسلم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سمًا فقتل نفسه؛ فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه؛ فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا ).

• الصبر عند المصائب من أسباب حسن الخاتمة والإنتحار مهما كانت المصيبة لا يجوز مهما ضاقت به الأرض بما رحبت فمصيره كما ذكرت لكم .

• الانتحار من أسباب سوء الخاتمة أسأل الله العفو والعافية لي ولأهل بيتي وجميع المسلمين.

• فينبغي للمسلم الصبر ابتغاء وجه الله عز وجل، فعن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» ولا شك أن المصائب تكفر الخطايا والسيئات.

• فينبغي للعبد الصبر والثبات واحتساب الأجر والثواب على الله عز وجل، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقَهَا» وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم، ولا حَزَنٍ، حتى الهمّ يهَمّه إلا كفِّر به من سيئاته»وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بثلاث يقول: «لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله»عِظَم يقين الصحابة رضي الله عنهم بما يخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم: دل حديث سهل بن سعد رضي الله عنه على عظم يقين الصحابة رضي الله عنهم بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به؛ ولهذا عندما سمع الصحابة رضي الله عنهم قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل: «إنه من أهل النار " قال رجل منهم أنا صاحبه، فخرج معه كلما وقف وقف معه؛ لعلمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا حقّا وصدقا؛ وقد جاء في الرواية الأخرى أن هذا الصحابي رضي الله عنه عندما رأى أن الرجل قتل نفسه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسرعا فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال: " وما ذاك؟ " قال: قلت لفلان: " من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه " وكان أعظمنا غناء عن المسلمين " فعرفت أنه لا يموت على ذلك» فقول الصحابي رضي الله عنه " فعرفت أنه لا يموت على ذلك " يدل دلالة واضحة على يقينه بما قال النبي صلى الله عليه وسلم وأن هذا الرجل لا يموت على الإِخلاص لله عز وجل.قد روى البخاري عن أبي هريرة قال رسول الله : { والذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعنها في النار }

• لا يجوز لك الإقدام على جريمة الانتحار؛ لأن قتل النفس محرم وكبيرة من كبار الذنوب، قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} وثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام »، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من قتل نفسه في شيء عذب به يوم القيامة » متفق عليه.

والله تعالى أعلم.

د. إبراهيم أحمد موفق الكردي