الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

• أبارك فيك أخي الكريم غيرتك على نساء المسلمين وبناتهن, لكن الله ورسوله أغير منَّا عليهن, ولو كان الوجه والكفان قد قُطع بأنهما من العورة لما كانا من المسكوت عن حكمهما شرعاً وترك الأمر للاجتهاد....

• لكن لأن شريعة الإسلام صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان كان هناك مساحة من المرونة في بعض الأحكام, وبالتالي لم يكن هناك رأي واحد يلزم المرأة بتغطية وجهها خاصة التي تعمل أو التي لا تستطيع تغطيته لأسباب أخرى....

• قبل أن نلزم الأخوات بتغطية الوجه والكفين ليلتزمن بشروط الحجاب الشرعي الذي استنبطه الفقهاء من مجموع النصوص وهي كالآتي:

1- استيعاب جميع البدن إلا ما استثني, وهو الوجه والكفان على خلاف في جواز كشفهما.

2- أن لا يكون زينة في نفسه.

3- أن يكون سميكاً فلا يشف ما تحته.

4- أن يكون فضفاضًا غير ضيق فلا يصف شيئًا من حجم الجسم.

5- أن لا يكون معطراً, ولا مطيباً.

6- أن لا يكون فيه تشبه بالرجال.

7- أن لا يكون فيه تشبه بالكافرات.

8- أن لا يكون لباس شهرة للتكبر والعجب.

• ولكل من هذه الشروط دليل مستقل...

• أما مسألة الوجه والكفان كانت ولا زالت مسألة خلافية شديدة الخلاف بين الفقهاء فالحنفية والمالكية وأكثر الشافعية أباحوا كشف الوجه والكفين إلا المتأخرين من الحنفية قالوا بوجوب الستر عند الفتنة...

• وتفرد الحنابلة بالقول بالوجوب وهو وجه عند الشافعية ..

• وقولك أخي الكريم بأن العلماء اجتمعوا!!! على وجوب التغطية عند الفتنة, فهذا الكلام غير صحيح....

• فإن الفتنة تتفاوت من مكان إلى مكان ومن امرأة إلى أخرى...

• من أرادت أن تأخذ بالقول بالتغطية فهو الأكمل وهو الأورع لكنه ليس الأوجب...

• فالواجب لا يجب إلا بنص جلي من الشارع سبحانه وتعالى لا بآراء الرجال...

• والله تعالى أعلم.

الأستاذ: مهند الملا