
ما حكم التلفيق بين المذاهب بشكل دائم؟
رقم السؤال: 1445
تاريخ النشر: 3/1/2024
المشاهدات: 174
السؤال
ما حكم التلفيق بين المذاهب بشكل دائم؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
- قال الدكتور وهبة الزحيلي رحمه الله تعالى في الفقه الإسلامي وأدلته:
- ( التلفيق هو الإتيان بكيفية لا يقول بها المجتهد. ومعناه أن يترتب على العمل بتقليد المذاهب، والأخذ في مسألة واحدة بقولين أو أكثر, وجواز التلفيق مبني على أنه لا يجب التزام مذهب معين في جميع المسائل، فمن لم يكن ملتزماً مذهباً معيناً، جاز له التلفيق، وإلا أدى الأمر إلى بطلان عبادات العوام، لأن العامي لا مذهب له ولو تمذهب به، ومذهبه في كل قضية هو مذهب من أفتاه بها. كما أن القول بجواز التلفيق يعتبر من باب التيسير على الناس.
- وتقليد إمام في جزئية أو مسألة لا يمنع من تقليد إمام آخر في مسألة أخرى، ولا يقال: إن المقلد وصل إلى حقيقة لم يقل بها كلا الإمامين، وإنما يعد ذلك من قبيل تداخل أقوال المفتين (أي المجتهدين) بعضها في بعض في عمل المستفتي تداخلاً غير مقصود.....)
- ثم ذكر د. وهبة الزحيلي أقوال علماء المذاهب في إباحة التلفيق فقال:
- (الحنفية: قال الكمال بن الهمام وتلميذه ابن أمير الحاج في التحرير وشرحه: إن المقلد له أن يقلد من شاء، وإن أخذ العامي في كل مسألة بقول مجتهد أخف عليه لا أدري ما يمنعه من النقل أو العقل، وكون الإنسان يتتبع ما هو الأخف عليه من قول مجتهد مسوغ له الاجتهاد، ما علمت من الشرائع ذمه عليه، وكان صلّى الله عليه وسلم يحب ما خفف عن أمته.
- وجاء في تنقيح الفتاوى الحامدية لابن عابدين ما يفيد أن في منية المفتي ما يفيد جواز الحكم المركب، وأن القاضي الطرسوسي مشى على الجواز. وأفتى مفتي الروم أبو السعود العمادي.
- المالكية: الأصح والمرجح عند المتأخرين من فقهاء المالكية هو جواز التلفيق، فقد صحح الجواز ابن عرفة المالكي في حاشيته على الشرح الكبير للدردير، وأفتى العلامة العدوي بالجواز، ورجح الدسوقي الجواز، ونقل الأمير الكبير عن شيوخه أن الصحيح جواز التلفيق وهو فسحة.
- الشافعية: منع بعضهم كل صور التلفيق، واقتصر بعضهم الآخر على حظر حالات التلفيق الممنوعة ( كاتباع الرخص عمداً من غير حاجة)، وأجاز آخرون التلفيق إذا جمعت في المسألة شروط المذاهب المقلدة. الحنابلة: نقل الطرسوسي أن القضاة الحنابلة نفذوا الأحكام الصادرة بالتلفيق.
- ينظر الفقه الإسلامي وأدلته (1/107 وما بعدها) باختصار.
- والخلاصة:
- أن التلفيق جائز بشرط أن لا يتتبع المسلم الرخص عمداً بأن يأخذ الإنسان من كل مذهب ما هو الأخف عليه بدون ضرورة ولا عذر. وهذا محظور سداً لذرائع الفساد بالانحلال من التكاليف الشرعية....
- والله تعالى أعلم.
الأستاذ: مهند الملا
أسئلة مقترحة
أنا شاب هل بجوز لي في الصلوات السرية أن أرفع صوتي قليلا ليتحقق الخشوع؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: رفع الصوت في مكان السر مكروه تحريماً في الصلاة إلا إن قصدت أنك تريد إ...
140
أصلي قيام الليل ولله الحمد كل ليلة وأحيانا أؤجل صلاة الوتر وأنام ولا أصحى فهل يتوجب علي قضاؤها قبل صلاة الفجر؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: أنصحك أن تأخذ بالرخصة وتصلي الوتر قبل النوم فالوتر واجب عند الحنفية سن...
152
ما هي الاستخارة اليومية ؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: ذكر المفسر المحدّث الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني رضي الله عنه ، في كتابه ( الأدعية والأذكار ) عن صلاة ا...
205
أقرأ دائماً بأن الموسوس يرخص له أن يأخذ بأيسر الأقوال الفقهية، ولكن لم أجد دليلاً يجيز ذلك، واستشكل علي الأمر. وأخاف أن أعتاد الأخذ بالرخص كما حدث سابقاً بعد أن شفيت من الوساوس، فأريد أن أعرف الدليل الذي يجيز الرخصة، وكيف لي أن أتفادى تتبع الرخص بعد الوسواس؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: في الحديث المتّفق عليه أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم شُكِي إليه ...
336

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة