
امراة توفي زوجها وكانت تعيش معه في بيت أهله مع أخوته المتزوجين البيت أربع غرف في كل غرفة تسكن عائلة تجد صعوبة كبيرة في قضاء عدتها في هذا البيت مع صغارها وتحتاج إلى الخروج من غرفتها بين الفينة والأخرى هل يمكنها قضاء العدة في بيت ابنتها لتجنب لقاء الرجال؟
هل يجوز للمرأة المتوفى عنها زوجها الخروج من بيت الزوجية؟ وما أحكام العدة؟
رقم السؤال: 1614
تاريخ النشر: 5/1/2024
المشاهدات: 275
السؤال
امراة توفي زوجها وكانت تعيش معه في بيت أهله مع أخوته المتزوجين البيت أربع غرف في كل غرفة تسكن عائلة تجد صعوبة كبيرة في قضاء عدتها في هذا البيت مع صغارها وتحتاج إلى الخروج من غرفتها بين الفينة والأخرى هل يمكنها قضاء العدة في بيت ابنتها لتجنب لقاء الرجال؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
- الأصل أن تعتد المرأة عدة الوفاة في بيت الزوجية ولا تخرج منه إلا لحاجتها نهاراً...
- ويجوز لها مقابلة الرجال ومحادتثم من غير خضوع في القول ولا ميوعة...
- أحكام عدة الوفاة:
- يجب على من توفى عنها زوجها العدَّة أربعة أشهر وعشراً.
- ويجب عليها في هذه العدة الإحداد، والإحداد: هو امتناع المرأة من الزينة وما في معناها مدة مخصوصة في أحوال مخصوصة.
- ما يحرم على المحدّة:
- تجتنب المحدة كل ما يعتبر زينةً شرعاً أو عرفاً، سواءٌ أكان يتصل بالبدن أو الثياب أو يلفت الأنظار إليها:
1ـ الطيب والخضاب (أي بالحناء؛ وفي عصرنا الصبغة), وكحل الزينة, ومن ذلك الأشياء المستحدثة للزينة (المكياج وكل ما له به صلة).
2ـ الثياب التي تعتبر زينة بحد ذاتها, بغض النظر عن اللون، فقد يكون الثوب الأسود محظوراً إذا جرى العرف باعتباره من ملابس الزينة. ولكن ورد النص بالنهي عن المعصفر والمزعفر من الثياب؛ لأنهما يفوح منهما الطيب، لحديث أم عطية في "الصحيحين" (كنا نُنهى أن نحدَّ على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً، وأن نكتحل، وأن نتطيب، وأن نلبس ثوبا مصبوغاً).
3ـ ويحرم عليها الحلي بكل أنواعه, وقد أجمع الفقهاء على حرمة الذهب بكل صوره عليها، فيلزمها أن تنزعه حينما تعلم بموت زوجها، لا فرق في ذلك بين الأساور والدمالج والخواتم، ومثله الحلي من الجواهر, يلحق به ما يتخذ للحلية من غير الذهب والفضة كالعاج وغيره. لما رواه أحمد وغيره عن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المتوفى عنها زوجها لا تلبس المعصفر من الثياب، ولا الممشقة، ولا الحلي، ولا تختضب، ولا تكتحل).
- حكم خروج المعتدة عدة وفاة من بيت العدة:
- ذهب الفقهاء إلى أن المتوفى عنها زوجها لا تخرج ليلاً، ولا بأس بأن تخرج نهاراً لقضاء حوائجها.
- قال الكاساني في "بدائع الصنائع"(من الحنفية): (لأنها تحتاج إلى الخروج بالنهار لاكتساب ما تنفقه، لأنه لا نفقة لها من الزوج المتوفى بل نفقتها عليها، فتحتاج إلى الخروج لتحصيل النفقة، ولا تخرج بالليل لعدم الحاجة إلى الخروج بالليل، وإذا خرجت بالنهار في حوائجها لا تبيت خارج منزلها الذي تعتد فيه)اهـ.
- وقال ابن قدامة في "المغني" (من الحنابلة): (وللمعتدة الخروج في حوائجها نهاراً، سواء كانت مطلقة أو متوفى عنها. لما روى جابر قال طلقت خالتي ثلاثا، فخرجت تجذ نخلها، فلقيها رجل، فنهاها، فذكرت ذلك للنبي - - فقال اخرجي، فجذي نخلك، لعلك أن تصدقي منه، أو تفعلي خيراً)اهـ. والحديث رواه مسلم في صحيحه.
- وروى عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه عن مجاهد قال: استشهد رجال يوم أحد عن نسائهم، وكن متجاورات في داره، فجئن النبي فقلن: إنا نستوحش يا رسول الله بالليل، فنبيت عند إحدانا، حتى إذا أصبحنا تبددنا إلى بيوتنا؟ فقال النبي : (تحدثن عند إحداكن ما بدا لكن، حتى إذا أردتن النوم فلتأت كل امرأة إلى بيتها). وفي إسناده مقال.
- ما يباح للمحدّة:
- يباح لها أن تلبس ثوبا غير مصبوغ صبغاً فيه طيب وإن كان نفيساً.
- ويباح لها من الثياب كل ما جرى العرف على أنه ليس بزينة مهما كان لونه.
- ولما كان الإحداد خاصاً بالزينة في البدن أو الحلي والثياب ، فلا تمنع من تجميل فراش بيتها، وأثاثه، وستوره والجلوس على أثاث وثير.
- ولا بأس بإزالة الوسخ والتفث من ثوبها وبدنها، كنتف الإبط، وتقليم الأظافر إلخ، والاغتسال بالصابون غير المطيب، وغسل رأسها ويديها.
- ولا يخفى أن للمرأة المحدة أن تقابل من الرجال البالغين من لها حاجة إلى مقابلته ما دامت غير مبدية زينتها ولا مختلية به .
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (34/27): (...ويجوز لها أن تأكل كل ما أباحه الله: كالفاكهة واللحم؛ لحم الذكر والأنثى ولها أكل ذلك باتفاق علماء المسلمين وكذلك شرب ما يباح من الأشربة ويجوز لها أن تلبس ثياب القطن والكتان وغير ذلك مما أباحه الله؛ وليس عليها أن تصنع ثيابا بيضاء أو غير بيض للعدة؛ بل يجوز لها لبس المقفص ؛ لكن لا تلبس ما تتزين به المرأة: مثل الأحمر والأصفر والأخضر الصافي والأزرق الصافي ونحو ذلك ولا تلبس الحلي مثل الأسورة والخلاخل والقلايد ولا تختضب بحناء ولا غيره؛ ولا يحرم عليها عمل شغل من الأشغال المباحة: مثل التطريز والخياطة والغزل وغير ذلك مما تفعله النساء, ويجوز لها سائر ما يباح لها في غير العدة: مثل كلام من تحتاج إلى كلامه من الرجال إذا كانت مستترة وغير ذلك, وهذا الذي ذكرته هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يفعله نساء الصحابة إذا مات أزواجهن...). اهـ
- والله تعالى أعلم.
الأستاذ: مهند الملا
أسئلة مقترحة
امرأة طلقت في الستين وزوجها غائب عنها منذ سنة هل عليها من عدة تعتدها وما هي شروط عدة المطلقة. من مدة وخروج من المنزل وغيره؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: من طلقت فعليها العدة إن كانت ممن تحيض فعداها ثلاثة قروء أي حيضات... وإن كانت آيس...
221
أنا شاب عمري 28 سنة بدون عمل ،لدي رغبة شديدة في الزواج ،أحاول إصلاح نفسي والالتزام بديننا الحنيف، أفكر في الزواج من ابنة خالتي التي تدرس الشريعة رغم أنها لم تنشأ في بيئة إسلامية صحيحة لكنها تأثرت بدراستها وتصلح من نفسها ،لكنني متردد في التقدم لخطبتها لأنني بدون عمل ،وكذلك فكرة زواج الأقارب وما يترتب عنه من مشاكل عائلية ومشاكل صحية لدى الأطفال وفي نفس الوقت أخاف أن أضيعها فهي فتاة تجمع بين الدين والجمال والأخلاق وكما تعلمون قليلاً ما تجتمع هذه الصفات في فتاة معينة ،لا أعلم هل أتقدم لخطبتها وننتظر حتى تتيسر أمور العمل أم أتخلى عن فكرة الزواج منها وانتظر حتى أجد عملاً جيداً وأبحث عن غيرها من الصالحات؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: يجب على الشباب الزواج امتثالاً لأمر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:...
214
ما حكم من قال لزوجته في سياق حديث: ((مبارح وقت المشكلة كنت بدي أجي أقولك أنت طالق)). هل هذا طلاق؟ أم يؤخذ على سبيل الإخبار؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، أهلاً وسهلاً بكم في موقع اسأل في الإسلام وبعد: لا يقع الطَّلاق بهذا الكل...
206
امرأة زوجها تزوج عليها فاشترطت عليه أن لا يلمسها وليس لديه أي حقوق عندها وتظل هي مع أبنائها فوافق الزوج على ذلك ولكن بمرور الأيام بدأ يتقرب منها وهي ترفض رفضاً باتاً، فهل عليها حرمة ؟؟
الجواب
الحمدُ لله ربّ العالمين وأفضلُ الصّلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: تحريم ما أحل الله ومنع الحق عن أهله لا يجوز. والله تعالى ...
134

الاشتراك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
جميع الحقوق متاحة لكل مسلم بقصد نشر الخير والدعوة © 2024
تم التطوير بواسطة